حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1589510 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
19/6/2009

المصدر: الثبات - العدد 69
عدد القرّاءالاجمالي : 3576


إن من علامات التخلف التي يتهم بها العالم الثالث، هي افتقاره للديمقراطية الغربية خصوصا"، لأن الديمقراطية الغربية الحديثة ترتكز على نظام مصالحها، حيث أن الموقف الغربي من أية ديمقراطية يعتمد على وجوب فوز حلفائه،و ليس على أساس الممارسة الديمقراطية أو الشفافية أو النزاهة أو حرية الرأي وعدم استخدام الترغيب أو الترهيب أو التزوير أو الوسائل غير المشروعة التي يمكن أن تغير اتجاهات الرأي العام سلبا" أو ايجابا".

والنظرة الغربية للعالم الثالث هي نظرة فوقية ،تتعاطى مع شعوب هذه الدول بأنها شعوب قاصرة، وبحاجة إلى قائد ومعلم يرشدها إلى الطريق الصحيح، وبالتالي تحولت قضية نشر الديمقراطية مبررا" لغزو الدول واحتلالها بحجة مساعدتها وانتشالها من عزلتها الحضارية، بينما الواقع يثبت أن الهدف الحقيقي هو الاحتلال والاستعمار ونهب الثروات وتغيير الهوية.

وبعدما عجزت الإدارة الأميركية عن إخضاع العالم العربي والإسلامي بالقوة والاحتلال لجأت إلى منهجية إسقاط الأنظمة الممانعة من الداخل، عبر دعم أو تأسيس حركات معارضة مرة بعنوان سياسي أو طائفي أو مذهبي أو قومي، لتمثل هذه الحركات المدعومة غربيا" و أميركيا" الأسلوب الأمثل والأقل كلفة لإسقاط الأنظمة ومعاقبتها، ودون إلحاق أي خسائر بالمصالح الأميركية، و يصبح القاتل والمقتول من مواطني الدولة المستهدفة والخسائر جميعها من كلا الطرفين، خسارة وطنية ،مما ينهك النظام الوطني ويضعف السلطة المحلية و يسهل للإدارة الأميركية وحلفائها، الإنقضاض والسيطرة، بحجة إغاثة المظلومين داخل اوطانهم، ونتيجة الحالة التربوية والنفسية للشعوب وأنظمة العالم الثالث المرتكزة على الضعف والقناعة بوجوب أخذ شهادة حسن السلوك من الإدارة الأميركية عن كل فعل سياسي أو ثقافي فإن هذه الأنظمة والشعوب تبقى تحت رحمة انتظار لوائح التصنيف التي تصدرها أميركا لتعطي الدول شهادة حقوق الإنسان اومقاومة الإرهاب أو غيرها .

وقد نصبت أميركا نفسها إلها" على الأرض خاصة في حقبة المحافظين الجدد ،الذين اقتنعوا وحاولو فرض هذه القناعة بالقوة، أن ما يفعلونه تنفيذ لرؤى وتعليمات إلهية" لتطهير الأرض من الإرهاب والشر واحقاق العدالة ،ليصبح الجلاد الأميركي والقاتل الإسرائيلي اللذين سفكا دماء مئات الألاف في فلسطين والعراق وأفغانستان، يناديان بضرورة مكافحة الإرهاب ويقصدون بذلك، كل فعل مقاوم في مواجهة إرهابهم، وأصبحت العنصرية الصهيونية نموذجا" للديمقراطيات العالمية،والبنادق الأميركية في أفغانستان والعراق ،هي الطريق لصناديق الإقتراع الديمقراطي ..؟ ولإظهار خداع أميركا والغرب بالنسبة لموقفهم الحقيقي من الديمقراطية فلا بد من تبيان الوقائع التالية:

إن الحلفاء الاساسيين لأميركا أو ما يسمى ( الإعتدال العربي ) لم يسمعوا بالديمقراطية، وهما لم يجتمعا، ولم يلتقيا حتى الآن، فمعظمهم أنظمة ملكية أو اميرية او رئاسية دائمة مدى الحياة، والديمقراطية لا تعرف حياتهم السياسية ،بل إن المرأة أيضا" لم تستطع تأكيد الإعتراف بها كشخصية إنسانية، لها الحقوق والواجبات من الترشيح أو حق الإنتخاب ،ومع ذلك فإن الإدارة الأميركية تغض الطرف ولا تثير هذه القضايا، طالما أنها تسلب النفط في الحاضر وإيراداته السابقة في مسرحيات الأزمات المالية العالمية وكوارث البورصة .

وحتى أن بعض الأنظمة الرئاسية التي تشكل دعامة المشروع الأميركي ،فإن الإنتخابات فيها لا تتوافق ولا تتقارب مع الديمقراطية، لأن الناخب لا يستطيع أن يضع ورقة الإقتراع إلا بالتسلل من نوافذ حمامات المراكز على السلالم، كما ظهرت الصور في بعض الصحف، أما بالنسبة لبعض البلاد العربية التي اتجهت نحو الديمقراطية فإنها فوجئت بالموقف الأميركي والغربي من نتائج الانتخابات، حيث اظهرت الوقائع أن أميركا تقبل نتائج الانتخابات إذا كانت لصالح حلفائها والحركات المدعومة من الغرب ،مهما كانت الشوائب والتدخلات والرشاوى فيها، أما إذا كانت النتائج لصالح حركات المقاومة أو الحركات السياسية الإسلامية أو المناهضة للمشروع الأميركي الصهيوني فإن الغرب لا يعترف بهذه الانتخابات مهما علت نسبة السلوك والمواصفات الديمقراطية ،وهذا ما حصل مع حركة حماس في فلسطين التي راقب الانتخابات فيها أميركيون وأوروبيون وشهدوا نزاهتها وسرعان ما انقلبت عليها أميركا والغرب والاحتلال الاسرائيلي، فنواب حماس المنتخبون ديمقراطيا" معتقلون حتى الآن.

كذلك في الجزائر ،عندما فازت جبهة الإنقاذ الجزائرية ، انقلب المجتمع الدولي على النتائج وأغرق الجزائر في آتون الحرب الأهلية التي لم تتعافى منها الجزائر حتى الآن، وكذلك في لبنان فإن التدخل الأميركي ،بواسطة نائب الرئيس الأميركي بايدن والفتاوى الكنسية بعنوان ( ولاية البطريرك ) مقابل ( ولاية الفقيه ) المزعومة، والمال العربي، فإن أميركا والغرب قبلا النتائج لانها كانت لصالح فريق 14 آذار، أما لو كانت النتائج لصالح المعارضة فلن يعترف بها أحد مع كل الشوائب التي اعترتها من تدخلات أميركية وأقليمية.

والملفت الآن ما يجري في إيران حيث فاز المحافظون بولاية جديدة ضد ما يسمى الإصلاحيين ،فنرى أن الغرب وبعض وسائل الإعلام العربية تهلل للإصلاحيين واعتراضاتهم العنيفة والمخلة بالنظام، وتشكك في نتائج الانتخابات،مما يتناقض مع الموقف الديمقراطي المعارضة اللبنانية، بعد خسارتها للإنتخابات، ويؤكد أن المدعومين أميركيا فإن اعمالهم مقبولة ومغطاة في الفوز والخسارة، وأن كل الوسائل مشروعة لتحقيق فوزهم ولو كانوا أقلية.

إن أميركا والغرب يعترفان بكل ديمقراطية تؤمن لهم أحصنة ( طروادة ) سلطوية وتفتح أبواب الحصون الوطنية، وتشكك وتواجه اي ديمقراطية ،توصل للحكم حركات ممانعة ومقاومة، ويلهث بعض المثقفين الباحثين عن دور سياسي أو بعض المعممين من رجال الدين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ،الذين يعينهم الزعماء السياسيون، وكذلك بعض الشخصيات الاجتماعية والمالية الفارغة، لكي تمثل دور الضحية أو الطريدة لصالح الصياد الأميركي ليستثمر اعتقالها أو اغتيالها، لمحاصرة أي نظام أو لحصار أي حركة مقاومة تتمرد على التعليمات الأميركية أو تعرض المصالح الأميركية للخطر .

على الشعوب أن تستعيد الثقة بالنفس وبرجالاتها السياسيين المقاومين وعلمائها المجاهدين الوطنيين الغير خاضعين للبيع او للشراء أو البريق الإعلامي. لتحصن أوطانها من خلال إمتلاك القوة على اختلاف أنواعها وفي مقدمها القوة العسكرية لحماية هويتها الوطنية والحضارية وليصنع كل شعب ديمقراطيته الخاصة ،وفق معادلات حرية الرأي والخيار الصائب، مما يحمي الهوية الوطنية ويؤمن الدفاع عنها دون الإلتفات لما يعجب المستعمر الأميركي أو الغربي، فعندما نمتلك القوة نستطيع تحقيق العدالة وصيانة الحقوق، ومن يستجدي الحماية يصبح قائما" بأعمال إدارة البلاد برتبة ملك او رئيس أو أمير... ويمكن أن يصبح ديمقراطيا" بامتياز إذا توفرت المصلحة الأميركية والغربية...!!


مقالات ذات علاقة


مقابلة حول الغارات الاسرائيلية على سوريا نسيب حطيط - #سيتغير_نهج_محور_المقاومة في سوريا وما يجري...


مقابلة حول حرق القرآن نسيب حطيط - هناك #تقصير من الحكومات والشعوب الإسلامية بالدفاع عمن القرآن...


توهين وشيطنة الشيعة بلسان رسمي نسيب حطيط لا يزال مخطط الاستهزاء والهتك بالطائفة الشيعية ..في ظل...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by